في
إطار أيام الشعلة للطفل نظمت جمعية الشعلة للتربية والثقافة فرع
أولادتايمة الشهر الماضي بدار الشباب أولاد تايمة ، ندوة أولاد تايمة
الثالثة التي كان موضوعها هذه السنة: الطفل وتكنولوجيا الاتصال. وكانت
الندوة من تأطير كل من::
الدكتور والباحث السوسيولوجي عبد الرحيم عنبي
الدكتور وأستاذ علم النفس الاجتماعي احمد ليسيكي
الأستاذ ومنسق مادة الفلسفة بالأكاديمية الجهوية للتعليم الحسين بوتبغة
وقد
افتتحت الندوة بكلمة مندوب الجمعية الأخ عبد الله الرخا و التي رحب فيها
بالسادة الأساتذة والحضور الكريم وأشار إلى تجديد المكتب المسير للفرع
والأنشطة والشراكات التي عرفتها الجمعية وكذا الأنشطة المزمع تنظيمها تلتها
كلمة مدير دار الشباب و التي رحب فيها بالحضور الكريم وأشار فيها إلى
أهمية تناول مثل هذه المواضيع التي تخص الطفل من مختلف الجوانب نظرا
لأهميتها القصوى.
بعد
هذه الكلمات ، تم بسط أرضية للنقاش من طرف المسيرة مريم ازيكي نائبة مندوب
الجمعية إذ طرحت فيها مجموعة من الأسئلة المؤطرة لموضوع الندوة من بينها:
أي تأثير للاستخدام غير المنظم على صحة الطفل ؟ وكيف تؤثر تكنولوجيا
الاتصال على التحصيل الدراسي ؟وأي دور للمدرسة في ذلك؟
وكانت
المداخلة الأولى من طرف الأستاذ والباحث السوسيولوجي عبد الرحيم عنبي الذي
قام بالتأسيس لما اسماه بالهوية الرقمية إذ أصبحت وسائل الاتصال تدخل في
عملية التنشئة الاجتماعية للطفل بل أصبح لدينا أسرة بديلة هي الأسرة
الرقمية. وأشار الدكتور إلى الشركات العالمية المسؤولة عن هذه التكنولوجية
باعتبارها تصبو دائما إلى الربح كيفما كانت الأسباب والمسببات.و الطفل
يحتاج إلى تأسيس رؤية إلى الحياة وللأسف الأسرة المغربية صارت تهرب من
التربية فيلجا الطفل إلى العالم الافتراضي ليبني بشكل ذاتي تصوره
الخاص.ويبقى دور الأسرة دورا هاما في تنظيم علاقة الطفل بوسائل الاتصال
الجديدة بالإضافة إلى دور الدولة بمؤسساتها المختلفة.
أما
المداخلة الثانية فكانت للأستاذ احمد ليسيكي إذ بدأها بشكر جمعية الشعلة
على هذه البادرة الطيبة من اجل الطفولة المغربية وقام الأستاذ بطرح مجموعة
من الأسئلة المحددة للموضوع من الناحية السيكولوجية من قبيل: أي إعلام لأي
طفل مغربي؟ هل الإعلام يعتمد أساسا على أسس نفسية ؟ماهي القيم النفسية
المتوارية في إعلام الطفل؟ أم إن هذا الإعلام لا يختلف عن إعلام الكبار؟
ان
التكنولوجيا اليوم باتت تفرض علينا الانتقال من المحلي إلى العولمة وهو ما
يسمى بعولمة الإعلام ، والطفل في الأساس غير مدرك بضخامة هذه المصطلحات
عمقا كل هذا أدى به إلى الخروج من طوق الأسرة ،المجتمع ، المدرسة،إلى
مجالات أوسع بسبب اللغات المتعددة التي يستعملها الإعلام بحيث يفقد الروابط
التي تجمعه بعالمه المحلي. ولعل اخطر هذه اللغات هي الموسيقى لما لها من
تأثير نفسي كبير جدا ، فالموسيقى بإدماجها مع النص والصورة تدفع بنا إلى
قعر عميق والى رسائل قد تكون روحانية . الصورة السمعية البصرية الحركية هذه
التركيبة هي تعقيد على الدماغ وكل هذا يشكل أفكارا ومعتقدات واقتناعات
تتعدى الحدود المحلية والجهوية .
وتعتبر الفتاة اكبر ضحية على المستوى الإعلامي إذ يتم استغلالها وتسليعها . وهذا له تأثير نفسي وجنسي عل الطفل يسهم في إباحيته.
أما
المداخلة الثالثة فكانت للأستاذ الحسين بوتبغة الذي شكر بدوره الجمعية على
الدعوة والاهتمام بقضايا الطفولة والشباب . وخصص الأستاذ مداخلته حول
الانترنيت وعلاقته بالطفل مشيرا إلى الايجابيات المستخلصة من الاستخدام
الجيد سواء للطفل أو الراشد باعتباره مصدرا مهما للمعرفة في الوقت الحاضر،
لكن هناك ما يقلق في علاقة الطفل بوسائل الاتصال فالطفل له تركيبة هشة وضعيفة الإدراك والقدرة على المقاومة ومحدودية الخبرة،
الإعلام
اليوم يمكن أن يكون مجالا لتكوين مجرمين أو شاذين جنسيا كما يمكن أن تكسب
الطفل معلومات خاطئة باعتبار الانترنيت مجرد خزان للمعلومات . إضافة إلى
هذا هناك طابع السرية الذي يكون بين الطفل وشبكة الانترنيت مما يستوجب
التفكير في آليات تضبط العلاقة بينهما بحيث لا نمنع الطفل من وسائل تواكب
عصره وفي نفس الوقت نحرص على حمايته من الآثار السلبية في كل المجالات
التعليمية ، الأسرية ، المجتمعية...
بعد
هذه المداخلة تم فتح باب النقاش من خلال مجموعة من المداخلات التي ثمنت
مجهودات الشعلة ووسعت النقاش وأغنته .وبعد الردود التي تكلف بها د.عبد
الرحيم عنبي رفعت أشغال الندوة بعد أن ضربت لهم الشعلة موعدا أخر مع أنشطة
أخرى..
|
|||
0 التعليقات:
إرسال تعليق