لديك مقال أو خبر و تريد نشره ... أرسله إلى newsouladteima@gmail.com

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

الدور القديمة بمنطقة هوارة



    توجد مدينة أولاد تايمة ''هوارة'' وسط سهل سوس الخصب والمشهور بإنتاجه الوفير من البواكر والحوامض والفواكه. وبالتحديد على الطريق الوطنية رقم10 الفاصلة بين مدينتي أكادير السياحية ومدينة تارودانت مدينة الأصالة والثرات.
ساعد في تطورها موقعها الاستراتيجي,وازدهار القطاع الفلاحي بها.فأصبحت تنقل استقطاب لمختلف المواطنين في كل أنحاء المغرب.يحدها غربا وجنوبا جماعة ''سيدي بوموسي'',وشرقا جماعة ''أحماد او عمر''’وشمالا أهل الرمل والكدية البيضاء.
أما من الناحية التاريخية.فقد توافد على منطقة أولاد تايمة والمناطق المجاورة لها قبائل شملت قبائل هوارة,وهي قبائل عربية الأصل منحدرة من صعيد مصر.ولهذا نجد أن هذه المنطقة ستشتهر باسم ''هوارة'' أكثر من أي اسم أخر,ويقول عبد القادر العبيد :''تشكل قبائل هوارة,المتواجد بين صعيد ممر سوس المغرب عبر إطار جغرافي متشابه.ظاهرة اجتماعية فريدة في منطقة شمال إفريقيا''.وبالتالي فهناك اتفاق المؤرخين العرب القدامى بأنها قبيلة ذات أصل عربي.لكن استنادا إلى التفسيرات الخلدونية فهناك اتفاق حول انتساب هوارة إلى الامازيغ.أما هوارة فكانت حديثة الاستقرار وقد تهرب لسانها.ومن الظواهر الثراثية القديمة التي كانت بمنطقة هوارة. واخدت تتلاشى وتندثر هي ظاهرة البناء التقليدي والدور القديمة بمطقة هوارة’هذه الدور التي كانت تنقسم إلى نوعان من المساكن.دور الأسر الميسورة ودورا الأسر الفقيرة.فالنسبة لدور الأسر الميسورة وهي اسر ممتدة أي عائلة مكونة من الجد أو رب الأسرة وهو الذي بعود إليه تسير الأشغال واتخاذ القرارات والمواقف.
منزل كبير بفنىء واسع(المراح)تحيط به غرف كثيرة حسب عدد الأبناء المتزوجين,والعزاب منهم يشتركون المبيت في غرفة آو أكثر حسب العدد.والفتيات في غرفة خاصة بهم مع عمة أو جدة أو إحدى الخادمات لان غالب الأسر الميسورة تعتمد في أشغال المنزل على زوجات الأبناء وبعض الخادمات.وتقوم الجدة أو زوجة الابن الأكبر (العرايس)بإعطاء الأوامر.وتسير الأعمال حسب الموسم الفلاحي.

إذن المنزل الرئيسي مكون من عدة غرف مستطيلة الشكل في قعرها دكة خاصة بالنوم أعلاها خشبة ممتدة على عرض الغرفة توضع عليها الافرشة والأغطية :(كساء-هياضر-سلاهم-حنابل والألبسة كثيرة الاستعمال).والخشبة تسمى(محمل)وفي الجانب الأخر من الغرفة.يوجد مغسل(امياضي) في الغالب هذه هندسة الغرف التي سكنها المتزوجون.
المطبخ : فيه كانون آو اثنان حسب امتداد الآسرة,في ركنين,وفي الركنين الأخريين ينصب في كل منهما مثلث من عود أو قصب توضع عليه الأواني ويسمى(اجكال).
كما يبنى الخباز في جانب من (المراح)يستعمل في الأعياد او المناسبات الفلاحية التي تستوجب رفع عدد العاملين كالحصاد أو البناء,أو الدرس...وفي مناسبات الأفراح أو الآطراح.

في مدخل المنزل الرئيسي(الدويرية)وهي منزل اصغر حجما من المنزل الرئيسي وهو خاص بالضيوف تتوسطه حديقة صغيرة(الحوض)قربه خابية الماء البارد.في الغالب توجد في الدويرية غرفتان طويلتان أو ثلاث.مفروشة بالحضائر المصنوعة من (السمار) والزرابي والحنابل الصوفية.

أما الأواني فهي غالبا ما تكون نحاسية: الصواني-المجامر-المغاسل والقضارات.ام المراحيض فلم تظهر في هوارة إلا بعد دخول المستعمر وطلب بعض النصارى أو المخازنية لهذه المراحيض.فأضيفت في الدويرية.أما أفراد الأسرة أو الضيوف العاديين فيقضون أغراضهم في الاحواش وبين جذور الصبار.
في الجانب الأخر للمنزل يوجد(الروى)والحضيرة التي تجمع الأبقار والحمير والجمال.أما الخيول فلها مرابط خاصة في جانب من جوانب(الروى),توضع الأعلاف والتبن لهذه الحيوانات في بناية صغيرة مرتفعة بستون سنتمترا في جنبات الروى مبنية بالحجارة والطين والتبن.وبجانب الروى توجد الزريبة حبوب الأركان التي تجترها الاغنام(أقصيص).
وفي الغالب نجد بين الزريبة والروى غرفة ممتدة طويلة جدا وهي (الهري) خاصة بالتبن والأدوات الفلاحية القليلة الاستعمال إلا في المواسيم:المحراث-السكك-المجرفة-المعاول-الفؤوس-المداري جمع مذراة.
في سطح المنزل الرئيسي توجد أبراج خاصة بالتخزين,تخزين الشعير,والذرة والفول.والبنادق والبارود والزيت,ومفتاح الخزين عند الجد في حالة المعافاة.وإذا لم يعد قادرا يتكفل الولد الأكبر بالمفتاح فهو الذي يعطي للمرأة التي جاء دورها في الطبخ(النوبة) الحبوب والزيت ولتطحن الحبوب إلى الرحى المائية قرب وادي سوس(بيض اولاد داحو)أو في البيرة في اسن والمنزل الرئيسي محاط سطحه ب(شارة) فيها ثقوب للدفاع عن المنزل بالبارود خصوصا في أيام السيبة.
هذه هي مجمل مكونات الدور القديمة بمنطقة هوارة,التي كانت في القديم وأصبحت مهددة بالانقراض لأننا لا نجد مثل هذه المنازل إلا في بعض الدواوير المحيطة بالمدينة,كالبعارير,وايت بيه,وايت حميدة,وأولاد ابراهيم...ومجموعة أخرى من الدواوير.لكننا نجدها فقط أما عند بعض الأسر الفقيرة جدا أو بعض المنازل الخالية التي لا يقطنها احد.كما نجد حالة أخرى وهي غلبة الطابع الأسمنتي في البناء والتصميم يبقى كما هو عليه إذ تكون الحضيرة والزريبة وكذلك المطبخ مبنية بالطين.فحسب وجهة نظر اغلب الساكنة ان هذه النوعية من البناء لم تعد مريحة ولا توفر شروط العيش في هذا الزمن فمع التطور الذي عرفته المنطقة من جميع الجوانب الفلاحية والاقتصادية والاجتماعية وجب أيضا التطور على مستوى السكن فهو الأوليات التي يجب تحسينها وتطويرها.
لكن الذي غاب عن بال اغلب الناس هو ان هذه الطريقة في البناء ارث من أجدادنا وجب علينا أن نعرف به لأولادنا لكي يبقى صامدا في أذهان الأجيال القادمة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق