
إلى حدود صبيحةأول أمس الخميس أكلت النيران أزيد من 300 هكتار من الأشجار ، بجماعة أقصري بأكادير، بعد اندلاعها عشية يوم الإثنين الماضي، ومازالت تطوي الهكتارات لتحولها إلى رماد، مثل تنين يتمدد، رغم أن قوات الدرك الملكي تستعين بثلاث طائرات من نوع ” تيربو تريسي” وطائرة رابعة من نوع “كنادير” المتخصصة في إطفاء الحرائق . تقوم بعشرات الطلعات في اليوم.
رشدي الحراق المندوب الإقليمي للمياه والغابات، صرح أن السلطات الولائية بأكادير استنفرت مئات العناصر من فرق التدخل التابعة للدرك الملكي والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، وأن صعوبة وقف وإخماد النيران بصفة نهائية منذ يوم الأحد الماضي تعود إلى أحوال الطقس المتميزة بالجو الحار، ورياح الشركي. وبخصوص الساكنة، أكد أنه لا خوف على القاطنين،لأن إجراءات تتخذ بعين المكان بالتنسيق بين القوات الجوية وقوات التدخل الأرضية من أجل عزل الحريق عن الدواوير. كما تم حصر الأضرار بالدرجة الأولى في شجر العرعار إلى جانب نسبة أقل من شجر الأركان والخروب والبلوط الأخضر. وأكد رشيد الحراق أن الفرق تعمل على وأد المدخنات باستعمال الماء والتراب.
” منذ4 أيام ما عرفناش أشنا هو النعاس” يقول مواطنون من دوار “تلمت” بأقصري، فقد مر الحريق على دواوير إيسي وتلمت وإيكري، واتخذت احتياطات قبلية من قبل الدرك الملكي ومصالح المياه والغابات والسلطات المحلية حتى لا تهاجمهم النار، ويجري الحديث عن ترحيل ساكنة أخرى مازال الحريق يزحف نحوها جاعلا من الحرارة والرياح وقودا لاستئساده، غير أن المندوب الإقليمي للمياه والغابات نفى هذه الأخبار، وأضاف أن تمدد الحريق متوقف، ما لم تتحرك الرياح مصحوبة بالأجواء الحارة.
فالثابت أن دواوير أخرى يقترب منها الحريق لا تنام خلال هذه الأيام القائظة حتى لا تهاجمها النار في لحظة غفوة، يتخذ الأهالي إجراءات مسبقة لكي تعزل نفسها عن ألسنة النار، فالنار بفعل الرياح مددت من لسانها بطول 40 مترا، ما يمكنها من الانتقال نحو الأشجار المتباعدة.
ويذكر أن حرارة الجو تجاوزت 42 درجة بغابات إداوتنان، والرياح الشرقية زادت من تأجج النيران لتذكر بالحرائق المتوالية للسنوات الثلاث الأخيرة. وأفادت مصادر محلية، أن الحريق شمل جوانب من 3 جماعات قروية” أورير وأقصري وإيموزار”، وأن 80 في المائة من المساحة المحروقة توجد في جماعة أقصري الجبلية، حيث شبت النار منذ عشية يوم الأحد المنصرم، وذكر أن قسما مهما من الغابة نالت منه النار، إلى جانب غطاء نباتي مهم من النباتات العطرية تأتي نبتة “الزعيترة” في طليعتها . رئيس جماعة أقصري طالب من جهته، أن يتم قطع الأشجار من أجل التخليف، فمنذ 50 سنة لم تتم عملية القطع، كما طالب أن يتم إصلاح الطريق المصنفة رقم 104 ، لفك العزلة عن أقصري، فلا يعقل أن يتذكرها المسؤولون فقط عندما تزورها النار.
وبينما تجري المواجهة مع النار للمرة الثالثة، تمكن الدرك الملكي من توقيف عنصرين من المنطقة، وجهت لهما تهمة الحريق الأول. ويجهل لحد الآن أسباب عودة الحرائق إلى نفس المنطقة، فالبعض يعتبر أن بقايا النار السابقة هي السبب، بينما مصادر أخرى أخرى تفيد أنها نار جديدة بعيدة المكان عن تلك التي اندلعت خلال الأيام السابقة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق