لديك مقال أو خبر و تريد نشره ... أرسله إلى newsouladteima@gmail.com

الاثنين، 3 يونيو 2013

تاريخ الخطبة في هوارة


حين يعبر الغمام في السماء فقد يهطل المطر ليخصب النبت والزرع في الأرض البكر الراقدة وقد يعبر مثل سحاب الصيف الذي يبقى دون اثر والخطوبة بالنسبة للزواج مثل الغيم بالنسبة للبراري الواسعة هي مجرد وعد بالخصب قد لايتحقق بفعل الزواج وقد لا يتحقق في حال فسخ احد الطرفين للخطوبة.
هكذا إذا فان كان من الواجب إشهار الزواج كما يقول بعض فقهائنا الأجلاء فان الخطبة لا تستوجب ذلك بالضرورة بل هي مجرد لقاء عائلي بين أهل العريس وأهل العروس تكون نتيجة إصدار ذاك الوعد الغالي .
بيد ان لكل عائلة, بل لكل شعب ولكل حضارة تقاليدها الخاصة في هذا الأول.ففي منطقة هوارة تكتسي الخطبة صبغة خاصة,وان كانت هناك بعض الاختلافات في الطريقة تتم بها الخطبة والتي قد نصادفها بانتقالها من دوار لأخر,فإنها تبقى اختلافات لكنها لا تمس الجوهر,حيث تقوم العائلة وبمجرد لمح سمات النضج على الولد بالبحث عن زوجة ملائمة لابنها,وتسمى هذه العملية ب"التقلاب"بمعنى(التفتيش في إشارة إلى العملية التي تسبق الخطبة الفعلية حيث يكون عائلة الفتى في عملية بحث عن زوجة لابنها)إذ يقال أن الرجل يختار لولده كما يختار لنفسه لان الأب يعتبر زوجة ابنه من الأشخاص الذين هم تحت رعايته ومن ثم فالولد ليس حرا في اختيار زوجته, بحيث إذا رغب في الزواج يلمح بذلك لامه أو لأحد أقربائه من الرجال للتوسط له عند الأب,أما بالنسبة للفتاة فلم تكن تتمتع بأي قدرة من الحرية لاختيار زوج لها أو حتى رفض الزوج المقترح عليها, وذلك تطبيقا للمثل السائد"عمر المكسوب ما يكسب"والزواج يتخذ بعدا اجتماعيا خوفا من انتقال الثروة خارج العائلة,وهكذا يكون الاختيار متجها إلى أفراد الأسرة بالدرجة الأولى حيث يقع الاختيار على ابنة العم أو الخالة أو تتم المصاهرة مع أسرة موازية في المكانة الاجتماعية كما يراعى في الزوجة  مدى جديتها في العمل(حادكة).و بعد أن يستقر الرأي على العروسة المستقبلية يقوم آهل العريس بالذهاب إلى بيت أهل العروس وبعد الموافقة المبدئية لأهل الفتاة على طلب أهل الشاب يتم تحديد  يوم الخطبة الفعلية أو ما يسمى ب (التعركيبة) وهي المرحلة التي يتم فيها إشهار الخطبة رسميا حيث يتم فيها إشهار الخطبة رسميا حيث يتوجه أهل الزوج محملين بالثمر والحناء والذبيحة, وأيضا حذاء تقليدي (بلغة) ولكل بنات عائلة الخطيبة"شربيل",وفي اليوم نفسه يتم الاتفاق حول المسائل المادية من"مهر" أو ما يسمى في هوارة ب"الدفوع"والذي يتكون غالبا من مقدار مالي متفق عليه من كلا الطرفين لشراء الذبيحة ولوازم العرس, بعدها يتم تحديد يوم  عقد النكاح, ويتم إبرام عقد الزواج أو ما يعرف محليا ب "قعط النكاح" إما بإحضار العدلين  لمنزل العروس وبحضور الطرف الأخر-العريس-أو باتفاق الطرفين على الذهاب إلى مكتب (العدول) وفي الحالتين معا يقوم العدل بالتأكد من تراضي الطرفين المعنيين (الخاطب و المخطوبة) وقبولهما زوجا وزوجة بحضور أفراد عائلتهما,ويشمل العقد إضافة إلى هوية المعنيين تاريخ ومكان توقيع العقد إضافة إلى الصداق ومقداره,ويختم بتوقيع العدل الساهر على إبرام العقد وبالدعاء لله بان يؤلف بينهما لما يحبه  يرضاه.
وبعد الانتهاء من مراسم العقد الذي يعتبر اخرر إجراء قانوني يقوم به  الطرفان المعنيان تتفق العائلتان على موعد العرس أو"النهار ديال العرس" كما هو متداول في المنطقة .
وإذا صادفت هذه المدة (أي ما بين العقد والعرس) احد الأعياد الدينية على الخصوص,فان العريس مطالب بتقديم هدايا أكثر للعروس  وغالبا ما تكون من ألبسة وذلك في إطار ما يسمى "التملاك".
ومن المقاطع الزجلية المحلية التي تقال في هذه المناسبة:
                                                                        جيب جيب
                                                                        ويلا مكاين ما
تجيب
                                                                        جيب الحنا و الزبيب
                                                                        ولا طجين كيطيب
                                                                        ولا شهد مكردة
                                                                        فطبصيل جديد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق