لديك مقال أو خبر و تريد نشره ... أرسله إلى newsouladteima@gmail.com

الخميس، 28 يونيو 2012

مستوصف بوخريص مستوصف حكومي أم عيادة خاصة‎





استوقفني أمر. حز في نفسي كثيرا ،ولا حول ولا قوة إلا بالله، هذا الأمر الجلل ، والسلوك الخبيث آلمني و أجج بداخلي الإحساس بمرارة الإحتقار والمهانة التي مورست في حقنا نحن المواطنون الفقراء  والسكان البسطاء مدة جيل ونيف من الزمن، إلا أنه ورغم الربيع العربي والحراك الإجتماعي ورغم المواقف والأحداث التي توالت بعده المتمثلة في خروج المقهورين إلى الشارع للمطالبة بالعدالة الإجتماعية، و تحسين ظروف العيش وتحقيق الديموقراطية، ورغم ميلاد دستور جديد قبل من طرف أغلبية  شرائح  المجتمع، ورغم البرامج و الوعود التي قدمتها الحكومة الحالية بتسيير من حزب المصباح و التي قالوا عنها أنها تصب وتخدم مصلحة المواطنين وكرامتهم...
رغم كل هذا وذاك ،، فإن الواقع مرير و الحياة اليومية بكل مكوناتها حنظل يتجرعه المواطنون العاديون، إلا أن أمر ما يتجرعه المواطن العادي هو هضم حقوقه من طرف الموظفين في القطاع العام،،، فغالبية الموظفون لا يأبهون للواجب ولا للمسئولية التي على عاتقهم و التي من أجلها ثم توظفيهم وأقسموا على أدائها بإخلاص..و لا يحترمون حقوق المواطنين وخصوصا من لا حول لهم ولا قوة...و لا يستحيون من الله عز و جل ولا يعرق لهم جبين و لا يتورعون في قيامهم بسلوكاتهم القبيحة تلك...
بالمستوصف الصحي  الكائن بحي بوخريص يوجد هناك اصناف متعددة من الممارسات الشنيعة و السلوكات القبيحة (كما هي موجودة في غيره من الإدارات العمومية)، و المتمثلة في الإستغلال المفرط للوظيفة لإذلال المواطنين و تسليط سوط النهب و هضم الحقوق على رقاب الضعفاء، دون حياء ولا إستحياء..أبطال هذه السلوكات رجال أحبوا استغلال المنصب والجاه و رغبوا افي لإغتناء على حساب حقوق البسطاء ومنهم حاج بالمستوصف المذكور رغم زيارته للبيت العتيق لم يتق الله في عباده و لم يحترم واجبه المهني..هذا الرجل كان ولا يزال من أنصار  المسئولين  والقائمين علىتسيير البلدية ومحسوب عليهم في ميزان  نضاله..ورغم أنه تحمل المسئولية كمنتخب بضع مرات فما أظنه يعلم معنى المسئولية والواجب و مهمة احترامهما وتقديرهما، الرجل يستغل المستوصف بمعية بعض الممراضات وكأنه عيادة خاصة لهم، وهناك يقوم بالمزايدة المادية مع المواطنين  حول القيام بواجباته الملزم بها مجانا. ..بل جعل من المستوصف عيادة خاصة به. ..أخبرتني إمرأة أن السيد )الحاج(  يستلم المال قبل قيامه بأي عملية ختان داخل المستوصف وقد حدد هذا الأخير قيمة الخدمة في مبلغ 200 درهم لكل طفل دون مراعاة لحالة أولياء الطفل الإجتماعية و غالبا ماهي مزرية و هشة، و دون اي اهتمام بأجر وجزاء العمل الصالح. فمثل هؤلاء لا يؤمنون بأهمية فعل الخير والعمل الصالح، بقدر ما تهمهم الدريهمات والتي يجعل لها الله بحكمته وقدره مخرجا تضيع فيه وتذهب هباء دون فائدة ولا طائل، وهذا أمر حقيقي و واقع  يعلمه و يعيشه الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ودون وجه حق..
أضافت المرأة أنها قدمت إليه 150درهما فردها عليها و أكد لها أن العملية ب200 درهم بلا نقاش، ولبساطة وسذاجة المرأة بدأت برجاءه و التوسل إليه ولكن كما قالت دون فائدة فما كان منها سوى دفع المبلغ كاملا...و أضافت أن خاطرها كسر وخاب ظنها في الرجل وخصوصا وأنها كانت تمنحه صوتها مجانا إبان ترشحه!! فقالت كان هناك ثلاث نساء و كل واحدة منهن ستدفع مائتي درهم فتعجبت من الأمر و بدا لها عظيما فما ذا لو إطلعت على من يطلب أكثر مما حصل عليه الحاج مقابل القيام بواجبه؟..خصوصا في قسم توليد النساء و المستعجلات وغيره من الأقسام الأخرى...
المعروف في هوارة أن غالبية المسئولين والموظفين يتبرصون بالمواطنين البسطاء و يستفزونهم و يستغلونهم بأي طريقة من طرق الممارسة السيئة للسلطة و الخدمة، وإذا ما بدأ المواطن بالمطالبة بتفسير أو استفسار تعقدت الأمور في وجهه و نبد و تجاهله المسئولون وقابلوه بعبارة )كثيرا فيه الفهامة( ، ليجد نفسه وحيدا ضائعا وسط إدارة تعمها الفوضى والفساد...هذا ما جعل غالبية المواطنين )احدروا الراس وايقضيو الغراض( و هذا سلوك خاطئ يكرس الفساد وينميه داخل الإدارات والعمومية منها خاصة و يساهم في هضم الحقوق المكتسبة للمواطنين. ..أما دور المنتخبين الممثلين في إداراتنا فهو دون أهمية للمواطنين. ولا طائل لأنهم بدورهم يستغلون هذه الفوضى لصالحهم و أحيانا يقوم هؤلاء الأعضاء بالتدخل لصالح مواطن وقضاء غرضه دون غيره عند مصلحة معينة لتحسين صورته كرجل )كيقضي الغراض ( وهذا ما اعتمده جل الأعضاء باختلاف الوانهم حتى حاملي المصباح منهم نهجوا هذه السياسة رغم تأثيراتها السلبية على أداء الواجب والخدمات داخل الإدارات العمومية. .أعود إلى المرأة حيث سألتها هل هي راضية على فعلها لأنها ساهمت في عمل غير لائق في نظر الشرع والعرف؟ فأجابت وهل انتظر أكثر مما إنتظرت ؟..إلى أن تنظم حملة لختان الأطفال  وأنت تعلم مجموع اللواتي سيحضرن للإستفاذة من الحدث وكيف سيتعامل الممرضون مع هذا الكم من الأطفال؟ ...المبلغ كسبه كان شاقا و أنا دفعته قهرا و استغلالا فسيكون وبالا على آخذه و سيضنك معيشته ويفسد حياته...وأنا أحرر هذه السطور تذكرت أحد  المصابين بداء السكري ونحن نناقش موضوع الرشوة أخبرني أنه ملزم بدفع 10 دراهم لممرض بالمستشفى المركزي من أجل الحصول على الأنسولين و ذكر أنه في أحد الأيام لم يعطي للممرض شيئا عنوة ظنا منه بأن الممرض سيعفيه ولو مرة فقال له الممرض لا يوجد اليوم انسلوين ثم أدخلت يدي في جيبي و أخرجت عشرة دراهم فذهب وأحضر لي الأنسولين. ..فكيف سيغمض لهذا الرجل جفن وغيره ممن يستغلون مراكزهم ووظائفهم في استفزاز المواطنين ومساومتهم على قضاء حوائجهم وطلباتهم، و وأتساءل هل يملك هؤلاء ضمير حي و قلب رحيم أم أن المادة طبعت على قلوبهم فأماتت ضميرهم، فما عادوا يهمهم سوى جني المال رغم علمهم بأنهم يدفعون ثمن أفعالهم و سلوكاتهم وغالبا ما يكون الثمن باهضا  و الجزاء وخيما.
بهذه المناسبة أدعوا كل من يحمل على عاتقه واجب أو مسئولية للصالح العام ان يتقوا الله في المواطنين وخصوصا المساكنين وليعلموا أن وزر فواتير الماء و الصرف الصحي والكهرباء. ..وغلاء المعيشة و متطلبات الحياة اليومية... حمل ثقيل فلا داعي أن تضيفوا عبئا إلى أزماتهم  المتعددة... فارحموهم  و سيرحمكم من السماء ، والله يمهل ولا يهمل ،وإن أخذه إذا أخذ ظالما لن يفلته...و بالمناسبة اتساءل اين الإصلاحات الهامة التي طالت قطاع الصحة و التي تتحدث عنها الحكومة في كل مناسبة وحين؟. .. أم أن حليمة عادت لعاهدتها القديمة؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق