أولاد
التايمة على درب الأمن تسير، فبعد أن عرفت المنطقة تسيبا أمنيا مفضوحا، و
انتشرت سمعتها السيئة في الأرجاء كالنار في الهشيم،بدءا بمزاولة التجارة
المحظورة علنا، و أسماء هؤلاء تتردد في المقاهي و الأماكن العامة و لاتخفى
عن أحد،ومرور بدور الدعارة، وانتهاءا بالنشالين الذين أصبح موضوعهم مألوف
لدى أهل المنطقة، حيث تشاهد حوادث السرقة العلنية التي تستوجب القصاص يوميا
بالسوق البلدي، أما معاناة الوافدين على السوق الأسبوعي فتلك مصيبة أخرى، و
بعد أن فقدت الساكنة الأمل في الجهاز الأمني عن قدرته لتصدي لكل هذه
الظواهر الخبيثة التي ترتكبها أياد فاسدة وعديمة التربية ،التحق رئيس
مفوضية شرطة أأولاد التايمة الجديد الذي أصبح بفضل تدخلاته نجم المنطقة،
وشافي غليل الكثيرين إلا أعداء استتباب الأمن و محبي الفوضى و الزبونية و
من هم مسئولين مباشرة أو بطريقة غير مباشرة عن الوضعية التي كانت تعيشها
المنطقة.
كثيرون اعتبروا التدخلات الأولية للسيد العميد مجرد جس
نبض المنطقة، وأنه لا يختلف عن سابقيه، لكن استمراره على منوال إسقاط
الرؤوس التي أينعت، و تدخلاته السريعة و الدقيقة و السعي نحو تطهير
المنطقة، أكسبه احترام الجميع، و أطلقوا عليه لقب ميسي، نظرا لسرعة
تدخلاته، و دقة أهدافه في مرمى الفاسدين.
هناك من سيعتقد أننا نطبل له، وأن ما يقوم به من واجبه ،
فلا داعي لشكره، وهذا صحيح، لكننا ألفنا نحن في المغرب عامة أن المسئول
نادرا ما يتحمل المسئولية الملقاة على عاتقه بجد، و باحترام القسم الذي
أذاه خدمة لوطنه، مما يجعلك تتحدث بدون شعور عن مثل هذه الحالات التي يمكن
أن نعتبرها متميزة إن لم نقل شاذة، و يكفيك أن تعرف أن القطاعات ذات
الاتصال المباشر بخدمات المواطنين تحتل المراتب الأولى على مستوى انتشار
الرشوة و الفساد الإداري و البيروقراطية، و هي الأمن و القضاء و الصحة، أو
يكفيك أن تسأل المواطنين البسطاء عن حالهم و عن رأيهم بشأن هذه الإدارات،
وكيف ينظرون إليها؟ و إلى المسئولين بها؟
نعم سننوه ونكرم بكل من له غيرة على هذا الوطن، و سننتقد
بشدة كل من أخان العهد و القسم الذي أقسم به من أجل خدمة وطنه، فعصر تقبيل
الأحذية قد ولى، ومحاربة استغلال النفوذ و السلطة و السياسية من أجل
الثراء الفاحش و الحرام قد بدأ، فالطبقة التي تنعت نفسها بالغنية، فأغلبها
إما نهبت أموال الدولة أو باسم الدولة أصبحت غنية، فالشعب أصبح واعي
بكواليس اللعبة.
نود من خلال هذه الأسطر، أن تتحرك روح خدمة المواطن داخل
كل مسئول، وأن نجعل إرضاء ذاك البسيط الذي قهرته الأيام و الإقصاء و
الهشاشة و الفقر و قلة الحال هي الهدف الأسمى و النبيل، وأن يكرس كل مسئول
أبجديات المواطنة من خلال سلوكه و تصرفاته اتجاه الغير، وخاصة أولائك الذين
يعتبرهم أنهم مجرد مواطنين.
فقط نشير أن تدخلات السيد العميد الموفقة و التي أسقطت
كبار البارونات وشبكات الدعارة و غيرها من الملفات التي استعصت على من
سبقه كانت تقريبا بنفس الموارد البشرية و نفس العتاد المتواجد أصلا
بالمفوضية، أي أن تحركات الرجل و حزمه هي محرك هذه الإدارة، و بهذه
المناسبة نتمنى في قادم الأيام أن نسمع عن تحسن خدمات المقدمة من طرف
المستشفى المحلي بالمدينة، و باقي الإدارات ، يكفي أن يتحرك من هم على رأس
هذه المرافق العمومية، رغم الإكراهات المتواجدة من نقص في الموارد البشرية
و غيرها من المستلزمات والحاجيات الضرورية بكل إدارة، و نسمع بنجوم أخرى
في قطاعات أخرى.
|
|||
0 التعليقات:
إرسال تعليق