لديك مقال أو خبر و تريد نشره ... أرسله إلى newsouladteima@gmail.com

الثلاثاء، 22 يناير 2013

أولاد تايمة تتحول إلى سوق مفتوح

“أعباد الله راه مخليتوش لينا فين نتمشاو” عبارة  تلفظ بها شيخ مسن بامتعاض عميق وهو يحاول عبور الزقاق، فالعشرات من “الفراشة ” ينتشرون بالقرب من السوق البلدي، حيث تفشت مظاهر احتلال الملك العمومي بالمدينة ، حتى صارت قاعدة سائدة في أغلب الشوارع والفضاءات المفتوحة في وجه المواطنين،  مما أجبر السكان على التطبيع مع التسيب الحاصل في استغلال الملك العمومي دون موجب قانوني.
واعتبر متضررون أن ” السلطات المحلية اختارت بدورها التخلي عن واجبها وممارسة حياد سلبي تجاه الفراشة”. وكان من تجليات ذلك، أن حولت الفوضى العارمة الشوارع والمساحات العمومية بالمدينة إلى أسواق مفتوحة لعرض مختلف السلع والبضائع،  وما يصاحب ذلك من مصادمات لا تنتهي بين الباعة ومستعملي الطرق ، فيما يضطر سكان مجاورون للسوق البلدي أو بحي دنيا أو زنقة الغزال  إلى تحمل، عن مضض ،حركة صخب وضوضاء يومية تتخللها شجارات وكلام ناب وروائح مخلفات الباعة من الأزبال التي تتراكم على مقربة من شرفات أو أبواب منازلهم، ما يتسبب في إزعاج راحتهم بشكل مستمر ،كما جاء في شكاية صادرة عنهم.
 لم تجد شكايات عديدة توصلت بها السلطات العمومية والمصالح البلدية من المتضررين الآذان الصاغية، خصوصا بعدما انضافت إلى مسلسل احتلال الملك العمومي الذي كان إلى وقت قريب مرتبطا بالمحلات التجارية وأغلب المقاهي المنتشرة على طول الشوارع الرئيسية. ظاهرة “الأسواق العشوائية” التي تعرقل بشكل مكشوف حركة المرور وتدفع بالكثير من التجار إلى إعلان إفلاسهم جراء المنافسة غير المشروعة التي تفرض عليهم بالقرب من محلاتهم الخاضعة للمعايير القانونية.
المواطنون الغاضبون الذين التقتهم ” الأحداث المغربية ” أجمعوا على تخاذل المجلس البلدي لحسابات حزبية، حسب تعبيرهم،  إلى جانب عجز السلطات المحلية إبان موجة “الحراك العربي” مما خلق وضعا صعبا أصبح يتحكم من خلاله الباعة المتجولون بمزاجية مفرطة في المساحات التي يستغلونها لعرض سلعهم على الأرصفة وعلى طول الشوارع المحيطة بها، وتبدو هذه الظاهرة بجلاء في محيط السوق البلدي وعلى جنبات شارعي “محمد الخامس”و”الحريـة”، حيث تعود أصحاب عشرات العربات عرض بضاعتهم من الخضر والفواكه دون الاكتراث بشل حركة المرور، بينما يفرض “الفراشة” بمحاذاتهم قانونهم الخاص في غياب دور واضح للسلطات المعنية عبر تكديس سلع ومواد مهربة وعرضها للبيع في تحد تام لكل الضوابط.
الوضع نفسه وحالة الفوضى تعم “زنقة الغزال ”، إذ لا صوت يعلو على أصوات الباعة الذين يعرضون بسخاء أنواعا مختلفة من السلع والملابس ، أما أزقة السوق البلدي فقد امتلأت بالعربات ومقدمي الوجبات السريعة التي يتم إعدادها في الهواء الطلق، إذ تتناغم روائحها مع روائح الأزبال المنتشرة بين جنبات هذا السوق  الذي يشكل أحد أهم الفضاءات التجارية لسكان المدينة.
وترتفع حدة الفوضى والضجيج تدريجيا في اتجاه ساحة أخرى “لاسبام”،إذ هناك عشرات الباعة المتجولين و”الفراشة” يجتهدون لإيجاد موطن قدم لهم بين الأرصفة والمساحات الفارغة، وجلب المزيد من الزبناء، في جو لا يخلو من مشاحنات بينهم وبين عدد من المارة الذين لا يستسيغ بعضهم المعاكسات التي غالبا ما تصدر عن متحلقين حول هذه العربات تجاه بناتهم أو زوجاتهم، أو متسللين داخل الزحام بدافع التحرش أو السرقة.
منظر عربات الباعة المتجولين المجرورة والفراشات العشوائية يصبح تدريجيا مألوفا على طول شارع محمد الخامس وشارع الحرية ، وصولا إلى قيسارية وسط المدينة وجنبات السوق البلدي ، وتتعمق الظاهرة أكثر بزنقة “مسجد محمد الخامس”  وساحة حي النصر، إذ يمكن للمرء أن يصادف كل ما يحتاجه من خضر طازجة وفواكه، وألبسة خاصة بالنساء والأطفال، والأواني المنزلية، البلاستيكية أو الفخارية، وأنواعا مختلفة من المأكولات وسلعا مهربة أو مستعملة، إذ يتناغم مفهوم “الجوطية” مع السوق البلدي أو المحل التجاري المتنقل، في ظل استباحة الملك العمومي وتساهل السلطات مع هؤلاء الباعة، الذين يختفي بينهم أصحاب سوابق.

0 التعليقات:

إرسال تعليق