لديك مقال أو خبر و تريد نشره ... أرسله إلى newsouladteima@gmail.com

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

الرد الأكاديمي على رجال التعليم في هوارة






لا يخفى أن الناس قد تشعبت آراءهم بخصوص الموضوع وتباينت أقوالهم ليس فيما لحكم المقال من حسنات أو سيئات فحسب بل فيما فجره من نقد ثاقب ومنهاج صادق كبعير يمشي وقوته في سنامه الأقعس لا في ظهره الأحدب الذي يعرقل السير الحثيث ولا يحوز رضا راكبه فيقرر عزله من الترحال أو نزوله من عالم المغامرة والأسفار ، وبرغم مايحتمل أن يؤاخذني به كثير منكم يوجد أمر واحد بعيد عن معترك الظنون ألا وهو أن منظومة التعليم في بلاد هوارة وما وراءها قد ابتعدت عن العمارة والتمدن وسقطت في بحر التخلف والجهل وظلام العوالم حتى أصبحنا في حاجة ماسة إلى معلم سابق لزمانه يصمم على عمل أحتيج منه إلى بذل جهود طويلة متواصلة خلال سنين لله الأمر من قبل ومن بعد يومئذ يفرح التلاميذ ،وذلك لابرازه سريعا إلى حيز الانجاز والايجاز لنفتح بذلك مناطق متباعدة في بلاد تايمة وقبائل بني هوار بل وفي العقل البشري للبحث عن مناطقه الخصبة بعد أيام عجاف وهي خطة ذات أهمية عظيمة سوف تصدر عن ذهن وقاد وهذا هو جوهر المسألة تماما طبقا لما يحتاجه المجال مما أشير إليه غير مرة ومؤداه أن التعليم يمكن في أي وقت أن يسترجع مكانته إذا منع من الإنفاق الباهض للموارد وترشيد الدلائل والاصلاحات ولزوم مناهج الاقتصاد ..

ومن عظيم مايذكر في هذا المقام ومن محاسن الاتفاق أن المعلم هو حجر الزاوية ومحور القضية وصاحب المعضلة فإذا كان جبانا يستطير فؤاده ذعرا حينما يرى ريشة لطائر بخلاف الشجاع فإنه إذا رأى قلعة حصينة لا يقيم لها وزنا وذلك هو غاية المنى والطلب أن يكون المعلم صلبا كالحديد ولينا كالعجين ليمزج بين هذا وذاك في تناسق فريد وأن يصبر في وجه العاتيات ولا يسهو على الدأب على العمل وأن يتذكر أن في أسفل كأس اللذات عكارة مهما بلغت ظواهرها من روعة ووضاءة .

أيها المعلم الهواري ، إنما العبرة بعدد الكتب التي لها عليك سلطان لا بالمقدار الذي تقتنيه منها لتزيين الرفوف في منزلك وذاك ينقص من منزلتك ، أيها المعلم الهواري مما يجب عليك ، قبل أن تعرف الأمر حق معرفته أن ترتاب فيه وتقلبه بطنا لظهر حتى يشتغل عقلك النائم ، أيها المعلم إن نزع السلاح عن أيدي شعب ما أمر يسير ومن الصعب نزعه من عقله لأن الوقوف على مايجب الذود عنه يعد شرطا أوليا في الدفاع ، أيها المعلم في هوارة لا تتهور ، ارتكب ما شئت من الأخطاء وقل من كان منكم بلا خطيئة فليرمني بالحجر لكن لاترتكب أفحش الأخطاء فإنه مما يؤسف له كل الأسف . وإني لا أتمنى لك إلا كمال النجح في مهامك وتطعيم تجربتك لتصيرجديدة ومتجددة وجادة ومستجدة وعزيزة الجانب وهو أمر دونه فرط القتاد . وإني أراك قريبا مني بل أقرب إلي من حبل الوريد لأني أعرف معدنك ومبتغاك وطموحك وحتى أحلامك ، أعرف ديونك الباهضة ونزعتك الشحيحة وزعزعة مركزك المالي وأنك على شفا جرف هار وقد ألقيت باللوم على المنظومةلكني أقول لك ـ نعيب الزمان والعيب فينا ـوليس للزمان عيب سوانا ـ وأزيدك هذا ... تلك آثارنا تدل علينا ـ فانظروا بعدنا إلى الآثار .
وكل تلك العوامل جعلت من انهيار منظومة التعليم نتيجةمحتومة للأحوال التي قضت بنبذ النواة وجعلتني أنعي إليك مهنتك بعد أن كنت جوهرة للنفوس ومدحك شوقي لكنه نادم في لحده وأصبحت عبدا للألوف والمتاجر والمنازل وزينة الدنيا ، فرطت في رسالة التعليم فلا فضل لك إلا على نفسك لكن جرمك المشهود أضر بكل الكائنات وتتهمني بعد ذلك بالاسترزاق وأنا فخور به لأنه سنة الله في خلقه ومكتوب على غرته فضاع صيتك الطيب وجعلتني من اليوم لك خصيما وإني أدعوك لاستخلاص العبر وإنما قلت ما قلت من أوثق المصادر ومن مباشرة المشاهد هذا مايدحض مزاعمك ويفند حججك لأنها لا تستند إلى برهان ساطع ودليل قاطع ، فأرني أيها المعلم في بلاد هوارة ماذا فعلت من آثار باهرة وانتصارات ساحرة عفوا سيدي المعلم إني ألتفت يمينا وشمالا وتارة أقلب عيناي في صفحة السماء السوداء فلا أرى شيئا من أمجادك الزائفة ، إني بانتظارك يامن قتلت التعليم بداخلي ودفنت مواهبي ، أيها المعلم الهواري الكسول انتظر انتقاداتي في مقالات أخرى بالاسلوب الأكاديمي الذي يعجبك لكنه في واقع الأمر يرهبك فلا طاقة لك على تنقيح الكلمات واستعمال المجاز والمحسنات ، أيها المعلم الهواري أرني مقدرتك على امتلاك اللغة وقم بكتابة مقالة للرد علي ، لا تختبأ وراء ضباب التعاليق كن شجاعا وأبهج يومي ...
.يتبع

0 التعليقات:

إرسال تعليق