لديك مقال أو خبر و تريد نشره ... أرسله إلى newsouladteima@gmail.com

الجمعة، 27 يناير 2012

بنية المجتمع الهواري قائمة على الزرود والقصوص مع لاصوص‎







إلى معمل القباج لتصدير الحوامض في سبت الكردان حج الناس من كل فج عميق من دواوير هوارة ومداشرها النائية والمنسية ؛ لكن أكثر الحاضرين كانوا من دواوير متاخمة لضيعة القباج كأولاد علي ودوار الشرفة وأيت عبد الجليل ودوار الحجاج ، ، رائحة الطعام اللذيذة تنبعث من بعيد وحاسة الشم لدى عشاق القصوص غالبا ماتكون قوية تتفوق على القطط والفهود المعروفة علميا بأنها من أقوى المخلوقات قدرة على الشم فوق كوكب الأرض ، آلاف الزرايدية حجوا إلى مقام الولي الصالح سيدي القباج ليغسلوا بطونهم الخاوية ، وطبعا الأكل طبيعة إنسانية وحاجة بيولوجية لكن نحن في مجتمعنا جعلنا منه أسلوبا لحياتنا وثراثنا وثقافتنا وجعلناه غاية مرادنا فأصبحنا نعيش فقط لنأكل ولا نأكل لنعيش قصد تحقيق غايات أخرى نبيلة والرقي بمجتمعاتنا الضاربة جذورها في التخلف ، وذلك بإعمارها وإغنائها حضاريا ووضعها في سكة التقدم التكنولوجي والعلمي وإلى غير ذلك من الأهداف السامية التي خلقنا من أجلها ؛ إن بنية المجتمع الهواري وعقله قائمة للأسف على مفهوم الزرود والقصوص مع لاصوص وذلك مايستغله كل السياسيين في المنطقة أيام الانتخابات وفي مناسبات أخرى يحتاجون فيها إلى العنصر البشري فكما هو معروف في منطقتنا وسائر مناطق المغرب لا قيمة للانسان إلا في الانتخابات لأن الزرود جزأ من السياسة حيث تختلط السياسة بالزردة تحت شعار     ـ ضرب الناس على كروشهم يأتوك طائعين وخاضعين ومطأطئين رؤوسهم ـ وهي للأسف مقولة صحيحة رأيناها وعايشناها في كثير من المناسبات ، إن تدهور الحياة الاقتصادية والاجتماعية في هوارة وتدني الدخل الفردي والتهميش والفقر والهشاشة وغلاء الأسعار والمعيشة وانتشار الرشوة والاختلاس وعشرات السلوكيات والممارسات أدت إلى الفقر والاحباط الاقتصادي والنفسي في معظم الدواوير والمداشرالهوارية النائية عوامل كبرى جعلت الزردة بمثابة حلم يتحقق أو كنز ذهبي لايقدر بثمن لأن هؤلاء الزرايدية ونظرا للعوامل التي ذكرت سابقا يقدسون الوليمة وإذا سقطوا في قصعة من الكسكس يدخلون بخمسة أصابع ويخرجون بعشرة وماهي إلا ثواني قليلة حتى تجد الصحون على كثرتها فارغة ونظيفة ودون ما حاجة إلى الغسيل ؛ وبنية المجتمع الهواري العاشقة للتمخميخ والتخم هي جزأ من بنية المجتمع المغربي ككل فبالأمس القريب رأينا أكبر طاجين في العالم بمدينة آسفي وأكبر قصعة للكسكس بأكادير وفي الأيام القليلة الماضية شهدنا أكبر أومليت للبيض بمراكش حتى أن ربيع الدجاج المغربي قد انطلق لأن نقابات الدجاج تطالب باسقاط شمييشة ولعل الأيام القادمة شنشهد فيها أكبر طنجية في العالم وأكبر بوكاديوس وأكبر بسطيلة وأكبر قالب ديال السكر لأننا شعب نعشق القالب حتى النخاع وكؤوس الشاي المنعنع ولعلنا نشهد أكبر عمارة ديال أتاي مشحرة ونضيف الدكوك إلى القصوص مع لاصوص ، وإذا كان المنظرون لمثل هذه الحماقات يظنون أنها ستجلب السياح فهم واهمون لأن السواح لايجلبون بمثل تلك الطرق المشينة وإنما بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وهو مايزرع الثقة في نفوس السياح ويدفعهم للتهافت أفواجا على المغرب وتختلف الدول المتقدمة عن دول العالم الثالث في طريقة التفكير والوعي والثقافة ـ حنا كانخضرو الطواجن باللوز والبرقوق والزيتون وهوما كيخضرو الصواريخ بالرؤوس النووية ـ هم يأكلون وذلك للتوفر على الطاقة اللازمة للصنع والابداع والتقدم التكنولوجي ونحن نأكل لنملأ بطوننا ونستمتع بالكسكس والسفة والطواجن ،، وأعود من جديد إلى ضيعة القباج حيث المعازف الشعبية والأغاني والأهازيج وتعالت صيحات التكبير والتهليل ومظاهر البهجة والسرور بحفاظ القباج على مقعده النيابي ورا برعني بالنشاط حتى شاط بل الأكثر من ذلك حمل حجاج الطعام معهم ماتبقى من مأكولات لذيذة إلى عائلاتهم وذويهم لأنها فرصة عظيمة يجب اغتنامها وفي ختام هذه الزردة رفعت أكف الدعاء إلى العلي القدير بدوام نعمة المقعد النيابي على الولي الصالح سيدي طارق القباج وبأن يعيد أمثال هذه المناسبة السعيدة عليهم مرارا وتكرارا داعين الله أن يساعده في المرة المقبلة في زيادة عدد الكوامل والقصاعي والطناجر والطواجن إنه قريب مجيب وبالصحة والعافية

0 التعليقات:

إرسال تعليق