لديك مقال أو خبر و تريد نشره ... أرسله إلى newsouladteima@gmail.com

الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

مواهب هوارة في زوايا النسيان

كثيرة هي المواهب التي تزخر بها منطقة هوارة في مجالات مختلفة وخصوصا الرياضية منها.. حيث هناك مواهب عديدة في رياضات فنون القتال و ألعاب القوى و الشطرنج وكرة القدم التي تعج بكثير من النجوم، لكن مع الأسف يشتهرون فقط في رقعة ضيقة،ينتظرون من يمد لهم يد العون لكي تفتح أمامهم الطريق نحو مستقبل زاهر وغد أفضل.يعانون من تنكر السلطة ومسؤولي قطاع الرياضة بالإقليم ومن التهميش و الحكرة.

إذا كنت من زوار بلدية الكردان مثلا وقدر لك الحضور في إحدى الدوريات الكروية التي ينظمها شباب المنطقة، فأنك سترى لا محالة عجبا،المستوى التقني والبدني والتنظيمي ومستويات أخرى ثقافية وفنية وأدبية وعلمية..

شباب في عمر الورود يداعبون الكرة بطريقة يعجز اللسان عن وصفها..ويتمتعون بقدرات خارقة تمكنهم من الذهاب إلى أبعد الحدود،لكن إن وجدوا آذانا صاغية وأيادي ممدودة من طرق الأصنام الذين يسيطرون على المنطقة من مسؤولين جاهلين وفلاحين أغنياء لا يفقهون إلا في لغة البصلة و ماطيشا و البطاطا..وسوق الخميس وأسواق أخرى يبيعون فيها خرافهم و نعاجهم...حتى أصبح شبابنا يعيش في مجتمع شعاره الخالد الضياع وكثير منهم قضى نحبه بسبب "الفقصة" وأما البقية فمازالت تنتظر..وأما السواد الأعظم منهم فقد تعاطى للمخدرات وجميع أنواع المسكرات و السموم وحبوب الهلوسة..وذلك لنسيان واقعهم الأليم..لا شغل و لا مشغلة و لا حياة كريمة و لا كرامة و لا حقوق و لا قانون و لا اعتراف بمواهبه و قدراته..

إن اللوبي الذي يحكم منطقة هوارة يدفع بأبنائنا نحو الانتحار و الاندحار، وذلك بنهج سياسة القمع و التهميش وعدم الاعتراف بالآخر..وخصوصا شباب المنطقة الطموح الذي يحمل في السير بالمنطقة قدما إلى الأمام..لا يكون الاعتراف في هوارة من طرف المسؤولين و السلطات المحلية إلا بالمختلسين لأموال الشعب و الفلاحة و كبار التجار الذين يرحب بهم على نطاق واسع وخصوصا من طرف رجال الأمن و الدرك للحصول على الرشاوي و الهدايا.

في الأيام الماضية،قام أحد الغيورين على مواهب هوارة وهو من الأطر الرياضية ممن يشهد لهم بالخبرة الرياضية وخصوصا في مجال كرة القدم،بجمع فريق من الشبان منهم من يشتغل في البناء ومنهم من يشتغل في الضيعات الفلاحية ومنهم من لا شغل له..يعيشون في ظروف قاسية ومزرية..واتجهوا نحو مدينة أكادير محملين كالأكباش و الأبقار على متن سيارة "بيكوب" قديمة ومتآكلة تنفث الدخان في كل مكان، وعند مشارف مدينة أكادير أوقفت الشرطة سائقها بدعوى حمل البشر في مكان البقر وهو ما يمنعه القانون إلا في هوارة،واحتاج سائق السيارة إلى تقديم حمامة"100 درهم"  لرجل الأمن لكي يتركه يكمل طريقه إلى ملعب الانبعاث بأكادير.

وعند وصولهم إلى الملعب انبهر الفريق اللقيط بخضرة ملعب الانبعاث وبهندام الفريق الرديف لحسنية أكادير الذي يلبس لاعبوه أحذية وألبسة رياضية غالية الثمن ومن الطراز العالمي،على عكس الألبسة و الأحذية التي يلبسها لاعبو هوارة التي إن اجتمعت لن تصل إلى ثمن حذاء رياضي واحد لفريق الحسنية ناهيك عن الفانلات المثقوبة و غير المنسقة.

ومع بداية المباراة تخلص الفريق الهواري من خوفه خاصة أن اللاعبين يلعبون لأول مرة في ملعب معشوشب، و بدءوا في الهجوم على أبناء أكادير وأمل فريق الحسنية  وسط حضور جماهيري كثيف يهتف لأبناء مدينتهم،لكن المفاجأة و الصاعقة كانت تغلب أبناء هوارة على أبناء أكادير  ب ثلاثة أهداف دون رد وهو ما أسكت الجماهير و الإدارة التقنية لفريق الحسنية الذين صفقوا بحرارة على هؤلاء الشباب الضائع و المنسي،ليتضح من جديد قوة مواهبنا وحنكة شبابنا في كرة القدم و باقي الرياضات..والسؤال الذي يطرح نفسه هنا؟أين مسؤولي فريق حسنية أكادير؟ لماذا لم يقوموا بدمج و لو ثلاثة أو أربعة من تلك المواهب الهوارية؟لماذا تركوا هذه الكنوز الكروية ترحل دون أدنى اهتمام..؟

وتجدر الإشارة هنا أن فرق الأحياء و الدواوير في منطقة سبت الكردان هي دائمة الانتصار على فرق هوارة المعروفة كفريق شباب هوارة و أمجاد هوارة وفرق أخرى عتيدة في المنطقة تنتمي إلى الأقسام الوطنية،لكن لا تجد إدارة هذه الفرق التقنية ورؤسائها يهتمون بهذه المواهب المنتمية الى المنطقة بل تجد أنهم يصرفون الملايين لكي يجلبوا لاعبين من خارج المنطقة و خاصة من مدينة الدار البيضاء و فاس ومكناس وهو ما يتضح جليا في فريق شباب هوارة الذي ينتمي أغلب لاعيوه من مختلف المدن المغربية.. وهو نفس الشيء الحاصل عند فريق أمجاد هوارة الذي تجد أن أغلب لاعبيه ينحدرون من مدينة الدارالبيضاء.

سؤال آخر يطرح هنا..؟لماذا برلمانيو المنطقة السرمديون علي قيوح و أبناؤه و محمد بوهدود بودلال وأبناؤه لا يمدون يد العون لشباب المنطقة؟

لماذا لا تتفجر مواهبنا إلا إذا غادرت هذه البلاد إلى بلاد الغربة من دول أوروبا وغيرها من الدول التي تعترف بالموهبة و الموهوبين..كما فعل من قبل البطل الهواري في ألعاب القوى إسماعيل الصغير الذي جنسته فرنسا لكي يحصد لها الميداليات في مختلف المنافسات الدولية عندما تنكرت له منطقته ومن بعدها الجامعة الوطنية لألعاب القوى.

إن اللوبي الذي يحكمنا في هوارة وغير هوارة لا تهمه الرياضة و لا الثقافة و لا الفن و لا الأدب و لا العلم..تهمه مصالحه المادية فقط،فهم يعتقدون جازمين وهي عقدة نفسية طبعا ومرض نفسي خطير يصيب الجبابرة و المتسلطين على رقابنا..يعتقدون أن صعود المواهب وفتح المجال أمامها هو سقوط لعروشهم الخاوية..وبداية بزوغ نجم أجيال جديدة في الفن و الثقافة و الرياضة هو بمثابة نهاية سلطتهم وهيمنتهم..

إذن فالصراع هنا صراع مصالح،فليس من مصلحة هؤلاء الطواغيت أن تكون الطريق سالكة أمام شباب المنطقة،أضف إلى ذلك المنظومة التي تحيط بنا في جميع المجالات،وكمثال على ذلك جميع الفرق الرياضية الوطنية لا تخلو من الظاهرة التقليدية في المجتمع المغربي..هذا إبن فلان و هذا ولد علان و ذاك نسيب فلان..كل شيء خاضع للمحسوبية و النسوبية و الزبونية.

ومازالت منطقة هوارة تزخر بالعديد من المواهب تدخرهم الغيوم ربما ليوم نشهد فيه المساواة بين المواطنين في الوظائف و الهوايات و المواهب..
وا أسفاه على أمة تشجع الجهل و التخلف وتحارب العلم و التقدم.فكيف نتقدم ونسير إلى الأمام ومازال قيوح و بودلال في البرلمان..لقد انقرض جميع الديناصورات وأنواع أخرى من المخلوقات و الزواحف ومازال قيوح وبودلال يزحفان علينا منذ العصور الجيولوجية الغابرة..فبالله عليكم أريد أن أعرف كيف ينقرض بودلال و قيوح..؟


0 التعليقات:

إرسال تعليق