
إذا أردت أن تحكم على دولة ما وتصنفها إما في خانة التقدم أو التقهقر هناك ثلاث نقاط رئيسية كمعيار اجتماعي دقيق رغم أن هذه النظرية تبدوغريبة في شكلها ومضمونها إلا أنها أقرب إلى الصواب بفعل عوامل واقعية .
وإذا أردت أن تحكم على منطقة ما فالمنطقة جزء من الدولة تنهج نفس سياستها ولعل تخلفنا ظاهرة تستحق الالتفات والتأمل في أسبابها وعناصرها التاريخية وحتى لا يكون الحديث على عواهنه كما يقال تعالوا نقس هذا الأمر على أولاد التايمة
، نظرية النقاط الثلاث حيث تتميز هي الأخرى بمظاهر التخلف والانحطاط وهذا من أحوالها حتى يكون العكس هو الصحيح ، صاحبة أكبر كم من التناقضات الاجتماعية ولكنني سأخص بالذكر هنا هذه الجوانب الثلات وهي كالتالي ..
أولا كما قلت سابقا إذا أردت الحكم على منطقة ما يكون ذلك بمجرد مراقبة حركة سير العربات فيها .. فإذا وجدت خرقا واضحا في قانون السير ، وشي كايشرق وشي كايغرب ، ووجدت الاستهتار بارواح الناس وسيادة قانون الغاب وعدم ردع المخالفين وتواطئ بعض رجال الشرطة أو الدرك مع السائقين المتهورين وذلك من خلال تشجيعهم على حصد مزيد من الأرواح في الطريق مقابل الرشاوي فتلك أول علامة على التخلف وهذا مانلمسه بوضوح في أولاد التايمة .وهذا مايضعها في خانة تليق بها لأن التقدم قد مات منذ زمن بعيد ، اغتالته أيادي الظلام التي تكره كل شعاع نور يبدد ظلمة هوارة الحالكة وأما العامل من النقاط الثلاث هو الرأفة بالحيوان فإذا رأفت أمة بحيواناتها كان لزاما عليها الرأفة بالبشر لأنه محور الوجود ومحور التنمية الشاملة في فلسفتهم ونحن في هوارة يأتي العامل البشري في أدنى السلم لأن الانسان الهواري
لعبة في يد السياسيين وهو عملة انتخابية لا أقل ولا أكثر . أما الحيوانات وخصوصا الكلاب الضالة والقطط المشردة إذا كثرت في مكان ما فذلك برهان ساطع على تخلفه وهذا حال أولاد التايمة كذلك حيث قططها وكلابها وحميرها المحكوم عليها بالأشغال الشاقة المؤبدة تعيش في حالة تقطع القلوب وتنفر النفوس فكيف للانسان الهواري أن يرحم أخاه الهواري وهو لايتكبد حتى عناء الاحسان إلى حيوان ضعيف . وهذه عقليتنا وهذه ثقافتنا وهذه أحوالنا وسلوكاتنا .
أما النقطة الثالثة فهي المقابر ، فإذا كانت المقبرة مخضرة مليئة بالأزهار والرياحين وتبعث على الراحة والسكينة فإن أهل البلاد متقدمون ، وفي أولاد التايمة أولاد التايمةوباقي مناطق المغرب مقابر المسلمين تثير الاشمئزاز وتقبع تحت عوامل الطبيعة من أمطار وعواصف حتى تنبش المقابر وتضيع هيبة الموت لأن مقابر المسلمين في الواقع أماكن مخيفة فاقت أفلام هوليود رعبا ، ببساطة لأن الميت يوضع في قبره ولا يتذكره أحد إلى قيام الساعة ، إذن تقوم هذه النظرية على نقاط ثلاث لمعرفة هوية الأمم والشعوب فإذا صلحت صلح حالها وإذا فسدت ثبت تخلفها . إذا استقامت فبشرها بالخير العميم وإذا اعوجت فبشرها بالفضيحة والانكشاف وهذا هو حال أولاد التايمة العزيزة على قلوبنا
0 التعليقات:
إرسال تعليق