لديك مقال أو خبر و تريد نشره ... أرسله إلى newsouladteima@gmail.com

السبت، 20 أبريل 2013

بودلال يشجع على الإدمان واللصوصية والتشرد بدل الثقافة والفن والرياضة

المركب الثقافي البلدي يفتح أبوابه للأنشطة الثقافية ليوم واحد في الأسبوع فقط:

هذا منطوق إعلان صادر عن رئيس المجلس البلدي يخبر فيه كافة الجمعيات في أولاد تايمة، أنه قرر أن يرخص للجمعيات الراغبة في استغلال فضاء المركب الثقافي البلدي ليوم واحد فقط هو يوم الأحد من كل أسبوع. وعليه فعلى كل جمعية ثقافية ترغب في تنظيم نشاط ثقافي، أن تراعي  رغبة السيد الرئيس الذي صاغ العديد من المبررات التي دفعته لاتخاذ قراره هذا، من أهمها حرصه على سلامة الفضاء، وكذلك الطلبات الكثيرة التي تفد على مكتبه، ومبررات أخرى أقل ما يقال عنها أنها واهية وفيها استغباء  لكل الفاعلين الثقافيين والمهتمين بالشأن الثقافي محليا.
المتطلع للإعلان والمتمعن فيه تصيبه حالة غثيان، بل تصيبه نوبة عصبية من طريقة صياغته، قبل أن يصدم بمضمونه الذي لا يحيل على أي اهتمام أو غيرة على الثقافة والفعل الثقافي محليا وإقليميا ووطنيا. بل يكرس منطق السيد والعبد، منطق صاحب الضيعة، و"المواقفي" هكذا تفهم وأنت تقرأ الإعلان أن رئيس المجلس البلدي يريد أن يفرض وصايته على الثقافة. بل أكثر من ذلك يمكن أن تذهب في السؤال بعيدا هل للثقافة معنى عند السيد الرئيس، خصوصا أنه لا يمكن أن تسير الشأن الثقافي بمنطق "توراد البقر".
 هذا ينقل المتتبع إلى ربط الإعلان بالسياق الذي جاء فيه، فالمشهد الثقافي يعرف غليانا ــ ندوات توعوية جادة، أسابيع ثقافية، مسرحيات، عروض،أمسيات موسيقية وجماهير شغوفة بالفعل الثقافي ومواكبة له من بدايته حتى نهايته دون ملل ولا كلل، وانضباط كبير. وهذا ما لم يرق السيد الرئيس خصوصا أن العديد من المتدخلين في ندوات وعروض وأسابيع ثقافية أشاروا إلى أن المجلس البلدي كان دائما الغائب الكبير والمتخلف الأكبر عن جل الأنشطة التي نظمت بهذا الفضاء، ولم يكتف فقط بالغياب بل تجده يقف حجر عثرة أمام هذه الطفرة الثقافية التي تشهدها أولاد تايمة، توجت ببيان صادر عن جمعية الشعلة تندد فيه بالعديد من الإكراهات التي تواجه العمل الجمعوي محليا وبالموازاة معه بيانات أخرى عن جمعيات ثقافية تعاني نفس المعاناة.
إن للثقافة والأنشطة الثقافية دور فعال في المجتمع فهي وسيلة من وسائل التهذيب، والرقي بالذوق، ونشر الوعي بين صفوف الشباب، والابتعاد به عن مزالق الإدمان، واللصوصية والتشرد، وتنمية حس المواطنة الحقة. لكن الظاهر أن الوعي لا يخدم مصالح البعض بهذه الرقعة العزيزة من أرض المغرب، بل قد يعتبرونه خطرا يهدد مصالحهم الانتخابية الضيقة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق