20:29
التعليم في هوارة ضربته الزلازل والبراكين والأعاصير وتكالبت عليه
الكوارث من كل صوب وحدب ونحتت عوامل التعرية التربوية حفرا عميقة وصخورا
عظيمة ورسوما جدارية تقول بلسان عربي مبين ،انقذوا منظومة التعليم قبل فوات
الأوان ويمكن رصد أبرز المشاكل في هذا القطاع بكل سهولة لأنها لاتحتاج
لشرح وتفصيل ولا لأبحاث معمقة بل تنقصنا الإرادة في التغيير وتنقصنا
العزيمة لتغيير واقع التعليم والمستفيد من هذا الوضع هم الأطر الكسولة
والمعلمين والأساتذة الانتهازيين يمارسون أشرف مهنة دون رقيب ولا حسيب ، كل
الجهات المعنية بالتعليم في هوارة تتآمر وتتواطأ مع بعضها لقتل العلم
والمعرفة وجعل التدريس خاضعا لحكمهم ولمآربهم الخبيثة وترك التلاميذ فريسة
للضياع والنسيان وعدم الاهتمام بمستقبلهم وهو ماجسد أحزان التلميذ الهواري
وعمق من جراحه ومتاعبه .يتوجب علينا جميعا بلورة ثقافة خاصة لايهيمن عليها
الطابع الشفوي بكل تشعباته وتفرعاته كما نقول بالدارجة ..واغيرالشفاوي، بل
يجب أن تكون مجهوداتنا مقرونة بالعمل والجد والاجتهاد وبروز اتجاه قوي
وفاعل لنفض الغبار عن واقع التعليم في هوارة . وكما قلت سابقا فإن المعلم
أو الأستاذ هو محور البلاء مع احترامي لبعض رجال التعليم الأكفاء وهم قلة
كالماء النادر وسط صحراء قاحلة ، باعالمعلمون ضميرهم للأهواء والنزوات
والفواحش ماظهر منها ومابطن وآخرون باعوا أنفسهم للسياسة وإغراء اتها
وتحالف آخرون مع الشيطان لتحقيق مآربهم المادية وكان نتيجة ذلك أن ضاع
فلذات أكبادنا وفشلت جميع المناهج التربوية السابقة التي تبنتها وزارة
التربية والتعليم وأين هو التعليم حيث يقبع المغرب اليوم في المراتب
المتأخرة بين دول المعمور وأين التربية حيث من التلاميذ من يتاجر في
المخدرات ويدخنها ويروجها في المؤسسات التعليمية وضاعت القيم والأخلاق وضاع
المجتمع الهواري برمته .إن المايسترو هو قائد الفرقة يقودها وينسق أداءها
بدقة عالية وهو الذي يجمع مهام المؤلف والملحن والمغني وكذلك الشأن بالنسبة
للمعلم أو الأستاذ هو القائد لمنظومة التعليم وهو الأمين على تطبيقها
وإخراج بنودها للواقع لكن لسوء الحظ يعتبر المخرب الأول لبرامج التعليم مما
يفرض على الوزارة إعادة النظر في انتقاء المعلمين والأساتذة وحتى
الجامعيين منهم ذوي المستوى الثقافي الضعيف .قال شوقي أمير الشعراء ،، قم
للمعلم ووفه تبجيلا ـ كاد المعلم أن يكون رسولا ـ وللأسف اليوم المعلم
لايستحق التبجيل إلا من رحم الله وهم قلة على رؤوس الأصابع ، حيث خرج
المعلم من سياق الرسالة ودخل إلى عالم التسمسير والتخلويض والكذب والنفاق
والخداع والتبزنيز ما جعله أبخل خلق الله فوق هذا الكوكب وكأن مدارس تكوين
المعلمين تلقحهم بفيروس التقرزيز ولا حول ولا قوة إلا بالله .لكن في الواقع
إذا نظرنا إلى هذا البيت الشعري الذي قاله شوقي يتضح أن معناه معكوس تماما
فهو مدح أريد به هجاء إذ أن شوقي حسب بعض الروايات رأى بعض المعلمين وصلوا
من الغرور مقاما حتى ظنوا أن العلم كله قد حصر في دائرتهم ، ونظرا لغرورهم
واستعلائهم ذمهم شوقي بهذا البيت حيث ظن ذلك المعلم المسكين أنه رسول
للعلم والمعرفة وفي الواقع هو لايركب حتى جملة واحدة . وهو مادفع شوقي
لابتكار هذا البيت الخالد وهو في واقع الأمر قدح في المعلم لا تمجيد ومدح
له . فكيف يستطيع البخيل أن يكون أجيالا وكيف يستطيع الجاهل أن يعلم الناس
وذلك هو حال المعلم في هوارة
0 التعليقات:
إرسال تعليق